كلام مهم: ------------ يقول الشيخ محمد الغزالي: بعض الآيات يحتاج إلى تدَبُّرٍ وأناة حتى يتَّضِح المعنى .. لاسيما إذا كان الخطأُ كبيرَ الضرر في الحياة الاجتماعية يقول الله سبحانه: ( المالُ والبَنُوْنَ زِيْنَةُ الحياةِ الدُّنيا والباقياتُ الصالحاتُ خيرٌ عندَ ربِّك ثواباً وخيرٌ أملاً) . إن هذه المقارنة ليست بين نقيضين متقابلين؛ فَرُبَّ محرومٍ من المال والبنين لا آخرةَ له .. وَرُبَّ مستمتعٍ بالمال والبنين له عند الله الدرجات العُلَا والعامة تتصور أن من أوتي المال والبنون لا مكان له عند الله .. أو أن مكانته هابطة بقدر ما أوتي في الدنيا من خير .. كأنَّ الصَّعْلَكَةَ (أي: الفقر) شرطٌ لدخول الجنة والظَفَر بالعاقبة الحسنة !! وهذا تصوُّرٌ مكذوبٌ على الإسلام، وقد شاع في بعض الأجيال فهبط بمكانةِ الأمة والدولة وأضاع الدين والدنيا جميعاً .. الذي يرفضه الإسلام هو الجَشَعُ وشدة النَّهْمَة إلى الحياة والذهول عما وراءها وعدم الإعداد له .. أما إذا رُزِقَ المرء مالاً ممدوداً وثراءً عريضاً فَدَعَم بغناه مكانةَ أمَّتِه في عالم الاقتصاد وأفْضَلَ على من دونه فَسَدَّ ثغراتٍ وستَرَ عورات فإنّ حَوْلَهُ وطَوْلَهُ يُحْسَبُ من الباقيات الصالحات .. ومثل هذا الرجل قدوةٌ تُحْتذى، بل أملٌ منشود ومنزلةٌ تُرجى، وهو يُحْسَدُ على مكانته تلك كما جاء فى السنة الصحيحة وليت للمسلمين أعداداً ضخمة من هؤلاء الأغنياء المُوَفَّقين الذين تُحتمى بهم الدعوات وتَسْتَنِدُ إلى بذلهم ومواساتهم . . وقد رأيت بعض الجُهَّال الذين لا يجوز لهم الكلام في الإسلام يرجمون المجتمعات بآثارٍ ما فهموها وما يدرون شيئاً عن مُلَابَسَاتها ودلالاتها، يقول للناس: إن الأغنياء أكثر أهل النار، وإن النساء أكثر أهل النار .. يعنون أن الغِنى جريمة وأن الأنوثة جريمة !! وهذا لغوٌ مقبوح الفهم والآثار .. وقد آن للأمة أن تبرأ منه وأن تنصح قائليه بالصمت والتوبة
2014-04-18 09:58:15
كلام مهم:
sign in to comment
Be the first to comment