التغافل بين الزوجين لا يخلو إنسان من نقص - كما تعلمان - ومن المستحيل تماما أن يجد أي من الزوجين كل ما يريده من الآخر. ولهذا فعلى كل واحد منهما تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع. قال عثمان بن زائدة: "قلت للإمام أحمد: العافية عشرة أجزاء, تسعة منها في التغافل، فقال: العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل". وقال الحسن البصري: "ما زال التغافل سمت الكرام". فجميل أن نتغافل لنكسب من نحب، وجميل أن ينفش الطاووس ريشه وكأن لا أحد مكانه، هذا إذا أوهمناه أنه أضخم وأكبر. الزوجة العاقلة: هي من تجعل من قلبها سكنا لزوجها ومن بيتها طمأنينة لتعبه، ومن عقلها تفكيرا في مصلحته، ومن لسانها كلاما طيبا وابتهاجا، ومن ريحها بلسما ومسكا وعطرا، ومن نفسها زينة وطهارة ونقاء، ومن عطفها اعتراف بالجميل، ومن إيمانها إعانة على نوائب الدهر وكذا الزوج. قيل لأعرابي: من العاقل؟ قال: الفطن المتغافل. ما أجمل أن نتغافل أنا وأنت عندما تخطئ في حقنا وندع سفينة الحياة الزوجية تبحر بهدوء دون أن تتأثر بدوامات وعواصف الأخطاء.
2014-04-15 00:22:30
التغافل بين
sign in to comment
Be the first to comment